الثلاثاء، 3 مايو 2011

الوعي القيادي .المهندس \محمد عاشور



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله أيها الأخوة الأكارم, أيتها الأخوات الكريمات أينما كنتم, وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يمن على قلوبنا جميعا بما يجعله راضص عنّا, وأن يملئ قلوبنا بشئ يرضى عنه إذا نظر إليه.
أيها الأخوة والأخوات الوعي القيادي عنوان كبير كنت ومازلت أحلم أن يكون لي في يوم من الأيام رسالة عالمية يحملها أبناء المسلمين في أن يتعرفوا ويعّوا معي مايتيح لهم قيادة هذه الدنيا التي خلقوا من أجل قيادتها. {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).


هذه مقدمة أحببت أن أقدم بها وهي أن أمتنا خلقت لتكون أمة قائدة ولكن الطريق إلى هذه القيادة ليس يمر عبر مجرد إنتماء لهذه الأمة. ليس مجرد كوننا مسلمين يعني أننا سوف نقود الناس. ولكن حقيقة إسلامنا هي التي تمكننا من أن نكون أمة ذات دور قيادي في الدنيا. وحقيقة الإسلام من أهم ماتقتضيه قدرا عالياً من المعرفة بأعلى وأشرف أنواع المعارف. وأعلى وأشرف أنواع المعارف هي معرفة الرب سبحانه وتعالى. بأسماءه وصفاته. ذلك  أن الموضوع ليس موضوع موعضة دينية فحسب بل الموضوع أن معرفة ربنا سبحانه وتعالى بأسماءة وصفاته تدعوا لملاحظة قوانين الكون التي انبنت على معرفة هذه الأسماء, ومعرفة هذه الصفات. فبالتالي كونه سبحانه وتعالى ربنا أي الذي ربانا ويربينا سبحانه وتعالى بإستمرار نحن البشر وبقية العالمين جميعاً وبقية الحيوانات والنباتات والجمادات والكواكب والأجرام والأفلاك التي حولنا , كل هذه المخلوقات حولنا ماهي إلا أكوانٌ أرعاها الله سبحانه وتعالى بربوبيته. ومازال يرعاها سبحانه وتعالى ببقية مقتضيات الربوبية : يأتي منها الرحمة, يأتي منها العدل, يأتي منها الإحسان, التي منها الكرم, التي منها الجود, التي منها الفضل, وغيرها من الصفات التي هي تلزم كونه ربنا سبحانه وتعالى. ولكن هذا الوعي الرباني هو أعلى درجات الوعي على الإطلاق. لأنه تبعاً لهذا الوعي بالرب سبحانه وتعالى  وصفاته سيترتب تبعاً لذلك وعيٌ بهذا الكون, وقوانينة التي تحركه. وسنن الكون سنن نصر وسنن هزيمة, سنن تفوق , سنن العلو, وسنن الإنخفاض والدنوء, الوعي بالكون , ومحركاته وكيف يدور؟  وماهي قوانينه؟ ومن ثم الأرض أحد الكونات البسيطة في هذا الكون, ماهي القوانين التي تحكمها؟ وكيف تدور حركتها؟ وكيف تدوم وتستمر وفق عدالةٍ مطلقة, ووفق إتزان مطلق؟ .
 فهم هذه القوانين سيؤدي بنا إلى مايسمى مابدأ العلم الحديث في إكتشافه ممايسمى التفكير النظمي. أي فهم الأنطمة system thinking.فهم اأنطمة الكونية والتي هي أكبرالأنظمة سيؤدي إلى فهم الأنظمة الأصغر وهي أنظمة الأرض مثلاً , وأنظمة الأرض تدعونا لفهم أنظمة الحياة, وأنظمة الحياة تدعونا لفهم أنظمة السياسة والإجتماع, والإقتصاد, ومن ثم ننزل إلى  معرفة أنظمة المجتمعات الصغرى, ومن ثم أنظمة المؤسسات الكبرى بالنسبة لنا والصغرى بالنسبة للكون ونسية للمجتمع, ومن ثم نفهم بعد ذلك أنظمة المجموعات التي تدير هذه المؤسسات ومن ثم نفهم بعد ذلك الأسرة ومركباتها, ومن ثم نفهم بعد ذلك الفرد ومركباته, الإنسان الواحد, ماهو النظام الذي يحرك الإنسان الواحد؟ ومن ثم نفهم لغة خلق الإنسان, نفهم منظومة حياة الإنسان الواحد. منظومة تناغم ;قلبه مع عقله مع نفسه. كيف تتداخل هذه العلاقات. علاقات القلب, بالعقل , بالنفس. ماهو اللذي ينظم العلاقة بينهم؟ كيف هذه المنظومات تتحرك؟  وكيف ينتج من هذه العلاقات الأعمال القلبية مثلاً؟ كالحب مثلا ,  التعلق , التوجه, التحفز, الإندفاع؟  كيف تحدث الأعمال العقلية: التفكير , التأمل, التدبر, الأستنتاج؟  وكيف تحدث الأعمال النفسية التي هي السلوك بأشكاله : السلوك الجسدي, والسلوك الروحي؟ كيف تحدث أشكال السلوك المختلفة؟ وماهو الحسن منها وبالتالي وماهو القبيح؟ وماهي أنظمة النجاح,  وماهي أنظمة الفشل لهذه الأنظمة؟ وبالتالي الفهم الكبــــيـر للقضايا الكبرى هو فقط الذي يمكن من الفهم الأصغر .

 لِمن أراد أن يكون له قيادي في هذا الكون .. الذين يريدون أن يقودوا ذواتهم فربما لا يحتاجون لهذا الوعي القيادي أكثر من قيادة الأسرة , ومن قيادة أنفسهم. ولكن الذي يريد أن يكون ذا دور قيادي على مستوى الكون, أن يكون من نوعية }وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ{ . فاللذي يرد أن يعيش هذه الفكرة الكبرى, فهذه الفكرة الكبرى تحتاج إلى وعيٍ عاليٍ جداً. وتحتاج إلى رشد وبصيرة عميقة للغاية. على كل حال هذه مقدمة  ومقدمة تبدو فيما يبدو لي فيها بعض التعقيد الشكلي إلا أن فيها أيضاً بعض الإغراء لمن يستمع ويشعر ويعتقد أنه يحمل همة قيادية في هذا الكون, ويحمل دوراً عالياً في هذه الحياة , أعتقد أنني أغريته بما فيه الكفاية أن يستمع لمزيد. ولكن أحب أن اتوقف حتى هذه اللحظة لكي أكمل بعد ذلك. وقبل أن أكمل أريد أن نتوقف حتى هذه اللحظه حتى أسمع إلى أين تريدون أن نتجه؟ أو ماهي تساؤلاتكم حتى هذه اللحظه؟ لكي نكمل المزيد؟ 


طيب الأسئلة التي رأيتها : 


# أنا ليس لدي أسباب القيادة الفطرية هل يمكن أن أكتسب القيادة؟

الحقيقة أن القيادة قابلة للإكتساب بكل تأكيد, لاسيما أن القيادة هي ليست مجرد فكرة يتقدم واحد أمام الناس ويتبعة الأخرين. ليست فكرة القيادة  أن نسيطر على أحد وأحركه حيث أشاء. ليس الموضوع كذلك. إنما الموضوع يختلف عن ذلك . الموضوع موضوع القياده هو أن أكون متميزاً في جانب من الجوانب , أن أؤمن فيه برؤية معينة , رسالة معينة, أعيش من أجل هذه الرؤيا والرسالة حتى ينبهر الناس بجمال هذه الرؤيا. حتى يصدق الناس صدقي وصدق رسالتي ويتحركون نحوها.  ليس المهم أن يكون القائد مبدعا في الكلام , أو ذا هيئة جميلة , أو ذا شخصية جذابة, بقدر ماهو مهم أن يكون القائد مؤمناً برسالته. يعيش من أجلها ويسترح من أجلها. صحيح أن تلك العناصر يمكن عناصر الكاريزما والجاذبية يمكن أن تضيف للقيادة أهمية ونجاحاً  ولكن هذا لايعني بحال أن من يملك الجاذبية أنه قائد.

لسؤال: هل يمكن أن تكتسب؟ 

نعم يمكن أن تكتسب وأخطر ما يحتاج أن نكتسبه هي الإيمان برسالة محددة.
أشكر لكم طرحكم مثل هذه التساؤلات وأسمحوا لي قليلا إذا تكرمتم أن أخوض في بعض التعريفات التي ستجيب على كثير من تساؤلاتكم.

سأبدأ بذكر قصة لكم أيها الأكارم, وأيتها الكريمات..هذه القصة تبرز لنا كيف تظهر فكرة القيادة في عالم الحقيقة.
لو أن مؤسسة لنقول شركة من الشركات كانت تريد أن تحتفل بمرور سنة على إنشاءها أو عشر سنوات أو عشرين سنة.. وتريد أن تكرم موضفيها على النجاح الذي فعلوه. فقررت أن تخرج رحلة إلى الصحراء في جوٍ ربيعي جميل, أخذوا كل إحتياجاتهم: أخذو سيارات, مياه, أطعمة , أشربه, خيام مجهزة, كل مايحتاجوه, وخرجوا الى مكان جيد في الصحراء وأستراحوا وقضوا يومين من المتعة أو ثلالثة . وكانت الشركة من رئيس الشركة , لنوابه إلى كبار الموظفين, إلى صغار الموظفين, إلى حراس الأمن إلى الخدم كلهم موجودون في هذه الرحلة. ثم بعد إنتهاء الرحلة ركبوا سياراتهم, وتحركوا, ولكن جهاز التوجيه والإتجاه تعطل ! فصاروا يجتهدون في السير , هذا لإجتهاد ذهب بهم إلى وسط الصحراء. المهم شيئاً فشيئاً بدأ وقود السيارات أن ينفذ, بدأت المأونة اللي معهم تصبح قليلة, بدأ الخطر يصبح محققاً! وقفوا جميعا وأجتمعوا وجلسوا سوياً ليقرروا :ماهي الخطوة القادمة. فعندما أجتمعوا جميعاً بدأوا ماذا سنفعل .. نحن في خطر, لا يوجد أمل, نحن نعيش في حالة صعبة, يبدو أن الضرف سيئ, لا أحد يسمعنا, الجوالات لا تعمل, لا يوجد أحد يعرف.. شعروا بخطورة بالغة, وفي تلك اللحظات , في ظل الهم المشترك, في ظل الخوف المشترك, في ظل الأسى المشترك, في ظل مثل هذه الضروف تنشأ الأدوار القيادية. تقدم أحدهم وقال: أنا أعرف , أنا كنت قديماً أسكن في صحراء شبية بهذه الصحراء قبل عشرين سنة, لعلي أستطيع أن أفعل شيئاً. في وسط الناس هذا الرجل المجهول الذذ ربما هو أحد حراس الأمن, أو ربما أحد العمال, إذا به يقفز إلى القيادة. وكلهم يقولون: إذن سِر ونحن وراءك.أشر علينا. ليش ماتتكلم من الأول! قول الله يوفقك.أحنا كلنا وراءك. قال: إذن تسمعون كلامي؟ قالوا :نعم.قال : إذن سأسير ولكن المطلوب إذا أمرتكم أمر أن تطيعوه. أتركوا سياراتكم, أتركوا أغراضكم ماتشيلوا معكم إلا الشئ الضروري. يافلان أنت ياطويل: أحمل جالون الماء. من هذا الطويل؟  الطويل هذا مدير الشركة. لكنه الأن لم يعد مديراً لشركة. الأن أصبح مطلوب منه أن يقوم بدورٍ يتناسب مع إستعداده وقدرته. رجل طويل عريض يقدر أن يحمل جالون الماء. أنت يافلان يانحيف:النحيف هذا سعادة مدير شؤون الفنية , نائب المدير العام لشؤون الموظفين.لكن لا أحد يعرفه في هذه الحالة بهذا المسمى . إنهم يعرفونه بالدور الذي يخدم رسالتهم جميعاً. ماهي رسالتهم؟  ماهي الرسالة التي يعيشون من أجلها في هذه اللحظات؟ رسالة النجاة. أن نصل إلى بر الأمان بأقل جهدٍ ممكن  وفي أكثر القدرة على المحافظة على أرواحنا وسلامتنا. هذه ربما رسالتهم. رؤيتهم: كل واحد عنده رؤية خاصة لكن رؤاهم تجتمع في فسيفساء واحدة. فهذا يحلم أنه قريباً سوف يلتقي  بأولاده. واحد يحلم أنه سيشهد محطة بتنزين من بعيد. واحد يحلم بأنه سيسمع صوت سيارة عابرة من هنا وهناك فيلحق بها وتكون بها النجاة. واحد خامس يحلم بأنه سيجد بعد قليل ملمح يدل على أزفلت يحمله إلى بر الأمان. لكن هذه الصور جميعاً تجتمع كلها لتشكل صورة واحدة, رؤية واحدة تعبر عن حلم واحد.
 إذن دعونا نبدأ نفهم كيف تولد القيادة؟.

 عندما يعيش الناس همّ مشترك,هذه واحد , يبدأون يحلمون جميعاً. فإذا حلموا جميعاً شكلت مجموعة أحلامهم رؤية. فإذا شكلت مجموعة أحلامهم رؤية وأتفقوا على هذه الرؤية , صارت هذه الرؤية تحتاج إلى أو هذه الرؤية تعبر عنها رسالة. يعني إيش الرسالة؟ الرسالة هي العمل الهام الذي سنفوم به لكي نصل إلى الرؤية.  العمل الرئيسي الذي سنعمله لكي نتحرك نحو الرؤية. عندما يعيشون هما مشترك يحلمون جميعا ويصبح لديهم مجموعة أحلام تشكل الرؤية. هذه الرؤية المشتركة سوف نعبر عن ما يؤدي إليها بأنه الرسالة. العمل الذي سنقوم به مؤديا لرؤية هو الرسالة. ومن ثم لم صار عندنا جميعاً رسالة, ورؤية واحدة , تبعاً لذلك سوف تتوزع الأدوار.  فواحد سيأخذ دور قيادي في تحريك المجموعة  نحو برالأمان, واحد سأخذ دور قيادي في نشر حالة الطمأنينة والسكينة في نفوس الحاضرين. واحد سيحمل دور قيادي في إزالة أسباب الخوف والهلع. واحد رابع سيكون له دور  قيادي سيكون له دور قيادي في حمل الماء وربما الغذاء. وهكذا تتوزع الأدوار  تبعاً لإستعداتهم وإمكاناتهم. لكن هذا متى حيحصل ؟ هذا فقط حيحصل نتيجة
- الهمّ الواحد
 - الأحلام المشتركة
- الرؤية الواحدة
- الرسالة الواحدة. ومن ثم تنطلق الأدوار.
الناس ماحيقعدوا يتضاربوا على الدور, يقول واحد: لا والله أنا اللي باخذكم بقلب الصحراء. محد حيحاول يسوي كذا, ليش؟ لأن الهدف واحد إحنا هدفنا نوصل . هدفنا ننجو. هدفنا نطلع من الصحراء التي نحن فيها . بالتالي إذا واحد أعرف أنه أقدر مني سوف أجعله يتقدم ليأخذنا إلى برالأمان . لو عارف أني أقدر منه سأتقدم . وإذا أثبت أني أقدر منه سوف يطيعني الجميع. هكذا تولد القيادة. إذن ما قدمه أحد الإخوة والاخوات ملاحظة أنه: أن القيادة تكون قيادة موقفية بمعنى أن لكل مرحلة يكون لها قائد جواب صحيح. نعم لا يوجد قائد أبدي لدنيا إلا إذا كان نبي مثل النبي محمد صلى الله عليه  وآله وسلم . نعم إلا أنه رغم ذلك ترك منهجه القيادي لكي يحمله الناس من بعده. فلم يكتب له الله الخلود لكي يحمل منهجه القيادي إلى يوم القيامة. إنما عاش منهجاً قيادياً . صنع منهجاً قيادياً على مدار ثلالثة وعشرين سنة ثم بعد ذلك ترك المنهج وبقي بعد ذلك الناس من بعده ليحملوا هذه الروح القيادية. فمنهم من أفلح ونجح مثل الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم, ومنهم من قل نجاحه, وتضاءل جهده, مثل من كان بعدهم. الشاهد أيها الأكارم , أيتها الكريمات ..أن القيادة تنشأ من هذا المكان . القيادة تنشأ من هذه المنطقة.
وحتى نستطيع بعد ذلك أن نفهم أننا عندما نريد أن نعيّ ماذا ينبغي علينا أن أن نفعله حتى نمارس دوراً قيادياً هاماً في الحياة , يبغى لنا نمشي بنفس الطريقة . نسأل أنفسنا ياترى ماهو همنا الكبير الذي لا نستطيع أن نتعايش معه؟ ماهو الهم الذي لا نستطيع أن نبقى معه؟ مامكن أن نقول يلله مشيها , خلينا نقعد لنا كمان أسبوع في الصحراء . الصحراء حلوة. والله الجو لطيف ماشاء الله. مانقدر مستحيل. لو واحد قال هذا الكلام سوف نقوم عليه قومة رجل واحد ونذبحه, أتريد أن تهلكنا!! تريد أن نقتلنا؟ مايصلح .. لابد أن نخطو خطوة لتغير هذا الواقع الذي نحن فيه. فماهو الهمّ الذي ينبغي أن لا نسكت عليه؟ الذي لا نصبرعليه؟ هذا هو موطن المشترك بيني وبين الأخرين , هذا موطن تفتق الروح القيادية, بناءاً على إحساسي بأنه لي دور أستطيع أن أفعله. أستطيع أن أحمل الناس إلى رؤيتهم ليست إلى رؤيتي الخاصة. أستطيع أن أساعد الناس لكي يصلوا إلى رؤيتهم التي بها هم يحلمون.

سنجد بعد ذلك أن هنالك قيادة عمرها خمس دقائق. مثل قيادة الرجل الذي عندما سقط , عندما قتل, عندما أستشهد الصحابه رضوان الله عنهم الثلالثة الذين كانوا يقودون غزوة مؤته. عندما أستشهدوا جميعاً كان هنالك قائد لمدة خمس دقائق رفع الراية فأجتمع الناس حوله ثم قال : أين خالد بن الوليد؟ فأتى خالد بن الوليد فأعطاه الراية. هذا عمل دور قيادي بس لمدة خمس دقايق. 
وواحد ثاني عمل دوراً قيادي لمدة أطول . عمر بن الخطاب كانت مدة قيادته ثلالثين سنة أو نحو من ذالك. مدة قيادته للأمة. 
وواحد ثالث مدة قيادته ممكن تكون في أوقات محددة . في معارك مثل خالد بن الوليد لكنها لم تكن قيادته في غير المعارك. لم يكن صالحاً أن يقود مثلاً الحياة الحياة المدنية . كان مناسباً لقيادة الحياة العسكرية وليست الحياة المدنية.
وباالتالي كل إنسان يكون له في هذه الحياة موقع قيادي ينبغي أن يتبؤه. وليست الفكرة أنه فيه بني أدم هو قائد لكل شئ في الحياة.  إنما لا, هناك أدوار قيادية توزعها الناس بناءا على إجتماعهم على رؤية واحدة , همّ واحد, رسالة واحدة, ومن ثم تتوزع الأدوار. إذن هذه المقدمة الأولى في موضوع القيادة.
نتوقف عندها لكي نجيب على بعض تساؤلاتكم. 

# سؤال: بوركت ولكن متى يكون هنالك قائد بشكل منظم دون أن توجد مشكلة؟
حقيقة أن هذا السؤال جيد نحن لا ننتظر , المشكلات موجودة أبشرك ولله الحمد, المشكلات موجودة وبكثرة وبالتالي هي ليست تحتاج إلى أن ننتظر حتى تحصل المشكلة تحتاج أن نستيقض أن نستيقض لنكتشف ماهي مشاكلنا العميقة اللي إحنا ماحنا حاسين فيها. مشاكلنا الهائلة التي لا نشعر بها , نستيقظ ونكتشها ومن ثم من هناك تبدأ المشاريع القيادية.



# هل يمكن أن أمارس القيادة في حياتي اليومية؟
نعم, عندما يكون لك رؤية في الحياة وغاية كبيرة فإن الحياة اليومية سينبغي أن تحملك إلى تلك الرؤيا الكبيرة. يعني مثلاً موظف يدرس مادة الرياضة , يمكن أن يكون مدرس يدرس رياضه ويروح لبيته ولا يحضر , ماعنده تحضير ولا شئ يسويه. عنده بس يحضر المدرسة ويقدم حصة الرياضة ويمشي, ممكن. هذا يعيشها بلا هدف , فيعيش بلا دور قيادي لكن ممكن أيضاً أن هذا نفس  المدرس  أن يكون له دور مع جميع الطلاب . أن يحملهم إلى أن يراهم ,أن يكون عندي رؤية , أن يراهم أحسن الناس خلقاً, أحسن الناس أدباً فبالتالي كل سلوكه الرياضي يحمل به الطلاب في كل يوم إلى الأدب , يحملهم إلى الخلق. يحملهم إلى الدين. ليش؟ لأن عنده رسالة وهي جززء من رسالة أكبر رسالة في الحياة: أن يكون صاحب دور , وأن يكون مصلح , أن يرى الناس كلهم بالجنة, أن يرى كل أبناء أمته في الجنة..هذه الرؤية الحلوة الكبيرة حتخلي سلوكه في المدرسة وسلوكه في الشارع يختلف عن واحد ماهو مفكر يروح بس يداوم ويرجع, فبالتالي نعم تستطيع أن تمارس القيادة في حياتك اليومية, وأنت تأكل وأنت تشرب نحو هدفٍ كبير.

# هل القيادة فطرة أم مكتسبة؟
القيادة.. صفات القائد يمكن أن تكون بعضها مكتسب وبعضها فطري. لكن ليس بالضرورة أن يكون في الإنسان كل الصفات القيادية.

# ماهي أهم السمات التي تتوفر بالقائد؟
سنعود إليها بعد قليل..

# هل تقصد أن القيادة هي العبادة ؟
لا أفسر أن القيادة هي العبادة في الحقيقة. أنا أفسر أن الوعي القيادي يحصل عن طريق العبادة الواعية,ليست العبادة العمياء, الجاهلة. الوعي القيادي كلما أزددنا تعبداً بمنهج علمي معرفي تأملي تدبري, كلما أزددنا وعياً بدورنا التفصيلي في الحياة .

# كيف تفسر قيادة أمريكا للعالم؟
أمريكا أكثر منا وعيا بإختصار لأن أمريكا وأروبا أكثر وعياً منّا ودائما الأوعى يقود الأقل وعياً. هو أوعى بمنهج الله في الكون , هي أوعى بسنن الله في الكون مما ولا شك ولا شك وإن كنا نملك قراءن وسنة, لكننا لا نعرف منها مثل ماهم عرفوا من كتاب الكون الكبير الذي فتحه الله لكل الناس وهو الكون المفتوح الذي ملؤه  بأسباب الوعي وأسباب القيادة. بالرغم ذلك المسلمون لا يعرفون لكن لا شك أن الأمريكان والأوربيين يعرفون أكثر منا. وبالتالي هذه المعرفة مكنتهم من قيادة أعلى منا.وبالتالي القيادة ليست حكراً على المسلمين.القيادة حكراً على من عرف الله, وعرف كونه, وماكان حتى أمن بالله لكنه عرف أن هذا الكون , عرف قوانين هذا الكون وتناغم معها وهو بهذه الحالة أمتلك أسباب هامة للقوة . حتى لو كان منكراً لوجود الله , لكن على كل حال المنكرين لوجود الله لابد أنهم  يسقطون بلحظة من اللحظات نتيجة وجود خلل معرفي خطير في إدراكهم وعيهم.

# ماهو القائد الحالي للأمة برأيك؟
لا نتخيل أن للأمة نريد قائد وحدا يا أخي الكريم. فكرة نريد القائد الوحيد هذه فكرة أنتهت.بعد النبي صلى الله عليه وسلم لم يعد يوجد قائد واحد. كل منا يمارس دوراً قيادياً نعم صغيراً كان أم كبيراً .ولكن نعتقد أن أمتنا حالياً تعيش حالة متشتته قياديا. فكل واحد يسحب الأمة في إتجاه.  رأي ربما القادة الأكثر تأثيراً في الناس حالياً هم الممثلين والممثلات ولاعبي كرة القدم, لأن أثرهم واضح على الناس أكثر من غيرهم.

# الشروط المتوفرة في القادة؟
ليس الموضوع موضوع شروط, لا تصعبوها وهي سهلة. الموضوع النبي صل الله عليه وسلم يقول عن أبو بكر رضي الله عنه يقول: إنما فاقكم أبو بكر بشئ وقر في قلبه". إيش الشئ بللغة البرمجة الحديثة الشئ الذي وقع في قلب ابو بكر هو الرؤية. رجل يؤمن شايف شايف أن وعد الله حق , يرى الأخرة , يرى الغيب, يرى الجنة, يرى النار, يرى وعد الله , يرى إنتصار الأمة, يرى صدق كلام النبي صلى الله عليه وسلم, شايفه بعينه , شايفه, شايفه, يراه بعينه واضح. هذه شدة الإيمان . هذه هي الأكبر سبب قيادي وليس طول جسمه ولا عضلاته المفتولة, ولا فصاحته بالكلام وإن كانت هذه العناصر سوف تضيف إلينا بعداً جيداً.
 بس أنا ليش أقول لكلام هذا ؟ لأن الكثير يتكلمون عن القيادة يصعبونها على الناس. " ينبغي على القائد أن يكون متسماً بالصدق, والأمانه, والإخلاص والطول والكاريزما, والذكاء, والجاذبية و يتميز ويتميز .." فلما الواحد يلاقي مجموعة الشروط ذي يقول هذا مو أنا أكيد هذا ناس ثانين. مش معقوله ذكاء كله فبالتالي حقيول يارب ارسلنا واحد قائد بهالمواصفات كلها. وأنا أحب أن أقول لا الأمر ليس كذلك , الأمر ليس كذلك. أنت وأنتي يامن تظن أنك مهم في هذا الحوار تسمعنا الأن . أو من تظن أو تظنين أنك لست مهمة في هذا الكون الحوار أنت معنب بالعمل القيادي. أنت معني أن تكون قائداً. أنت معني أن يكون لك دور تكون فيه قائد حتى لو كلن هذا الدور في نظر الأخرين بسيط لكنك طالما أنك تستطيعه وتتمكن منه فهو ليس دور بسيط هو دور أساسي.  وطالما أن دورك أساسي في هذه الأمة فالله عز وجل ماخلقك عبث إذن مافي سبب نقول أن هذا فلان أهم من هذا أبداً. اللهم أنت أعطاك الله قدرات وهذا ما أعطاه قدرات فبالتالي كل واحد له دور على قده. لكن ربما صاحب القدرة القليلة يكون أكثر قيادة من صاحب القدرة الكبيرة .ليش؟ لأنه أكثر صدقاً . لأنه أكثر إخلاصاً, لأنه تصديقاً برؤيته وبرسالته يعيش من أجلها. كم من الأشخاص عندهم قدرات مذهلة ولكنهم عاطلين عن العمل. وكم من الأشخاص عنده قدرات بسيطه لكن أثرهم لايكاد ينتهي. فهذا هو المحور. أما إذا أردتم أن نسأل مكن أن نقترح كل صفة حسنة ونقول أنها مناسبة للقادة وأنها ضرورية للقادة ممكن أن نتكلم عن كل صفة حسنة ونقول أنها ضرورية للقائد.
 ولكن هنا أريد أن نتكلم عن أهم صفة في ذالك كله وهي قلبه , بماذا يؤمن. ماهي الرؤية التي يعيش من أجلها؟ ماهو الحلم الذي حلمه؟  ويريد أن يتحرك نحوه ويحمل الناس حوله هذا هو السؤال.

أسألتكم حواراتكم,,نستكمل.

# هل تؤمن قيادة المرأة لسيارة؟
قيادة المرأة ليس قيادة وإنما عمل بسيط ليس عمل قيادي. ولكن يعني أصطلع الناس على تسميتها قيادة. أما مسألة أنه نعتبر قيادة المرأة لسيارة هي قيادة .في الحقيقة قيادة الغنم أهم وأخطر من قيادة سيارة . السيارة عبارة عن أداة ميته أما الغنم كائن حي وهذا الكائن الحي قيادته تحتاج إلى حنكه وخبرة ومهارة ودهاء وما أشبه. أما مسألة موقف شخصي من الموضوع قيادة المرأة لسيارة من عدمه  فلا أعتقد أن السياق الذي نحن فيه يناسب الموضوع فهذا ليس موضوعنا. ولي أصلا موضوع يخص القيادة.

# كيف يمكن أن  أعرف أني قائد جيد أو لا؟
 إذا وجدت نفسك متبوعاً فأنت قائد جيد. وربما ليس بالضرورة أنت قائد جيد  في أمر جيد. قد يكون الإنسان قائد جيد في موضوع سئ. فرعون قاد قومه إلى النار فليس الورد مورود هل هذا يعني أنه قائد جبار؟ قائد ممتاز؟ لا هو قائد جيد لكن في إتجاه سئ. فالعبر ليس بالضرورة أن يكون قيادة جيدة لأمر جيد.

# صفات القائد أنهُ صادق أمين, له رؤية ودهاء تأهيل معرفة, والخامسة نساها الرواي.
جميل بالنسبة للمصداقيه : ابن القيم الجوزية يعتبر أن جامع الأخلاق الحسنة هو الصدق . فهو يعتبر الأخلاق الكبرى في حياة الناس خمسة و يعتبر أنها تجتمع في صفتين, سماها الخشوع وعلو الهمة وقال وكلها تجتمع في صفة واحده وهي الصدق. والصدق عمل قائدي كما تلحظون. كذلك الرؤية هي عمل قلبي , بناء الرؤية عمل قلبي. اللي عنده رؤية يحلم بها ويعيش من أجلها ويحرك الناس نحوها هذا عمل قلبي , ذكاء عقلي بكل تأكيد وهو يعكس وعياً وقدرة معرفية . تأهيل المعرفة عمل عقلي أكيد بكل تأكيد هذه مواصفات معقولة جداً.

# الأخت تقول أنا قائدة بشكل ولست قائدة لسيارة:
 نعم أعتقد أن المرأة ممكن أن تكون ذات دور قيادي هام بل لابد أن يكون لها دور قيادي هام, ولا أعتقد أن أسرة يقودها شخص واحد أنها يمكن أن تنجح , يقودها الرجل والذي يمارس الرجل عندما يقود لحالة معناها أنه يتسلط ولا يقود. القيادة تحصل من خلال الإيمان برؤية ورسالة وتحرك نحوها. وبالتالي قد تكون هي أكثر قدرة على قيادة الأسرة في عشرات الإتجاهات ويكون هو عنده القدرة على قيادة الأسرة في إتجاه محدود. فليس بالضرورة أن يكون الرجل هو قائد الأسرة المطلق بالقيادة .

# كيف نقود قلوبنا ونقتل المشاعر التي يرفضها العقل؟
لانريد أن نقتل المشاعر إنما نريد أن نوجه هذه المشاعر نحو رؤية ملائمة فمثلاً واحد عنده مشاعر هائلة تدعوة نحو الجنس , فربما أبسط مانقول علينا أن نقتل هذا الشعور والحقيقة أنا أقول لا, لا نحتاج أن نقتل هذا الشعور الذي نحتاجه هو أن تتوجه هذه الرغبة العارمة  إلى ماهو من صنفها , مشاعر الرجولة والفحولة. ماهي مشاعر الرجولة والفحولة؟ الرجل عندما يحارب عن عرضه وأرضه ويعيش رسالة كبرى ويشعر فيها أنه رجل فإن مشاعر الجنس بالنسبة له تكون قد أشبعت. المشكلة يمكن أن يفهمون الناس أن الجنس هو مجرد العملية الجنسيه البحتة. وهذا فهم صغيــر جداً جداً. المشاعر الجنسية في الرجل تدعوه أن يكون رجل , ومشاعر الجنسية في المرأة تدعوها أن أنثى. والدور الرجول في حياة الناس دور كبير. والدور الأنثوي في حياة الناس دور كبير أكبر من مجرد ممارسة عملية جنسية بحتة.فبالتالي عندما نفهم بهذه الطريقة لانريد أن نقتل هذه المشاعر ولكن نريد أن نوجهها, أقل مافيها نوجهها لما وعد الله المؤمنين في الجنة. إن ماكنا وجهناها لدور أكبر من ذلك. لايعني أن هناك ماهو أكبر من الجنة , ولكن أعني أن هناك أكبر من الحوريات في الجنة. أن الجنة مشروع كبير يحتاج إلى أدوار كبيرة ليس مجرد التحرك من أجل الحوريات. إنما التحرك من أجل  القيام بدور رجولي في هذه الدنيا. وهكذا لايوجد شعور يحتاج لقتل وإنما يوجد شعور يحتاج إلى توجيه نحو رؤية أكثر جودة, رؤية أكثر ملائمة, أكثر إشراقاً, أكثر بعداً في النظر.

# كثير من العلماء يتكلمون عن القيادة يقدمون رسالة عن رؤية, وأنت تقول أن الرؤية أهم من الرسالة كيف ؟
على كل حال أنا لست أقول القراءن , وليس هم يقولون قراءان. فربما يكون كلامهم صواب من جهه, ويكون كلامي صواب من جهة أخرى. فعلى كل حال الموضوعات الإنسانية هي ليست حكراً على عقلهم ولا على عقلي كذلك فربما أكون مصيباً وربما يكونون مصيب.

نكمل..

# ماهو أهم الرؤية أم الرسالة, نرجو الشرح؟
الرؤية هي الصورة النهائية , هي لقطة من المستقبل المشرق, لقطة من المستقبل المشرق وقد تحقق الهدف, هذه هي الرؤية. الجنة بالنسبة لنا شكل الجنة رؤية.إيش الهدف؟ أن الله يرضى عنا. لكن رضى الله هذا ماله شكل لو نشوفه إلا من خلال رؤية وهي الجنة. فبالتالي عندما يتحقق رضى الله سنكون في الجنة وبهذا الإعتبار سنفهم أن رضى الله أهم من الجنة. ولكن تعبير التعبير عن هذا الهدف الي هو بلوغ الجنة مرضاة الله عز وجل تحتاج إلى شكل , تحتاج إلى صورة وأنتم أهل برمجة تفهمون أن هذا الكلام . وحتى يكون هناك شكل , الشكل هو الرؤية. الرسالة كما سبق هي العمل الرئيسي الذي يؤدي إلى الرؤية , فنحن مسلمون رؤيتنا الجنة ورسالتنا لا إلاه إلا الله . يعني ماهو العمل الذي نقوم به مما يوصلنا للجنة التوحيد. فنقوم بالتوحيد وصولاً إلى الجنة , فبالتوحيد الكلمة المجملة هذه هي الرسالة المجملة . الرساله يبي لها تفصبل , لم نفصل في التوحيد حنلاقي أشياء كثيرة جداً. حنلاقي كل تعاليم الإسلام داخلة في هذه الرسالة. لكن بإختصار سالة المسلمين هي التوحيد.ورؤيتهم بها هي ايش؟ الجنة. وهدفهم إيش؟ أن يرضى الله سبحانه وتعالى عنهم. فهذه التفريقات لعلها تساعدنا على الفهم.

# أيهما يفيد القائد أكثر : قلبه أم عقله ؟
في البداية في تحفيزة وتحريكه وحمله إلى العمل القيادي : قلبه بكل تأكيد.ولكن عندما يشرع في الحركة فإنه يحتاج إلى يستوزر قلبه وعقله. يعني يحتاج إلى أن قلبه يتخذ وزيراً. القلب زي الملك الذي يحتاج إلى وزير ويحتاج إلى مستشارين. أهم مستشار للقلب هو العقل, لو القلب مشى بغير مستشار فإنه سوف يظل. وبالتالي كلاهما ضروريان للعمل القيادي.

# كيف تكون القيادة في الجامعات أو كيف نكون أو شئ من هذا القبيل؟
في الجامعات وفي غير الجامعات , الفكرة ماهو الهدف الذي تؤمن به ؟ ماهي المعاناة الكبرى في الجامعة التي تريد أن ترفعها؟ فربما تكون قائداً في الجامعة لخدمة الطلاب المستجدين. تدخل وتنظر لطلاب الستجدين كيف الناس تضحك عليهم, وكيف حقوقهم تضيع, وكيف مساكين يفصلوا من الجامعات وهم لايدرون. فتروح تكون لك نادي في الجامعة تسميه نادي "نادي العناية بالمستجدين". وبالتالي أنت تستقبلهم وتعلمهم, وتعرفهم حقوقهم, وتعرفهم كيف يتجاوزوا مشاكلهم النفسية, وكيف ينجحوا. يعني يكون لك مشروع قيادي في الجامعة. ممكن واحد كان مشروعة القيادي في الجامعة هو مشروع نظافة. واحد ثالث مشروعه القيادي في الجامعة هو مشروع هداية, وهكذا. فبالتالي القيادة أشكال وألوان على حسب نوع الهمّ الذي تعيش ومن ثم مانوع القدرة التي تعيش ومن ثم الرؤية أو الرسالة التي تحملها.

# الأسرة تحتاج إلى قيادي حكيم وأكثر أختي. الأسرة تحتاج إلى قيادي حكيم وهو أكثر الأسرة نظام صغير , لكنه نظام معقد. يحتاج إلى أدوار مختلفة. فربما الأب والأم والأخوان كل واحد منهم يبدأ يمارس دورا قيادي.

# ماهي أسس تقيم القائد؟
في النهاية القائد ينجح أو يفشل بحسب مايحمل الناس إليه من الرؤية التي يشترك معهم فيها. إذا حملهم هذه الرؤية فمعنى ذلك انه قائد ناجح. إذا وصلهم لسعادة والأمان الذي وعدهم به والذي يحلمون به فهو قائد ناجح. إذا وصلهم لعكس مايتمنون فهو قائد فاشل. بهذه الخلاصة.

# مالفرق بين اللإدارة والقيادة؟
أحسنت هذا سؤال وجيه. الإدارة مشروع . الإدارة عمل تنظيمي عقلي بحت. أما القيادة عمل تحفيزي توجيهي قلبي بحت. والتناغم بينهماضروري. القيادة من أمالها صناعة الرؤيا والرسالة والقيم والهوية. الإدارة من أعمالها التنظيم توزيع الأدوار, توزيع الوظائف, المتابعة.. وما أشبه. وبالتالي الفرق بدأ يتضح. 


# "من الصعوبة أن تتبع عقلك عندما يقودك قلبك" 
عبارة غير منضبطة ليش؟ لأنه القلب ينبغي أن يكون دائماً هو القائد. لكن هو صاحب الكتابة هذه لا يفرق بين القلب والنفس فلذلك يعتقد أن عندما تقود النفس فإن القلب لن يتحكم والفكر صحيح لأن النفس تعطل العقل , يعني عنده رغبه أو شهوة أو هوى فإن نفسه سوف تعطل عقله. صحيح في حالة النفس. لكنه غير صحيح في حالة القلب. على كل الإنجليز لا يفرقوب بين هذه التفريقات النفس, العقل والقلب لا يفرقونها.

# هل القائد يولد أم يصنع؟
كل الناس قادة في زاوية من الزوايا يا أختي . ليس كل هناك قائد يولد كأنه يعني حالة نادرة اللهم الأنبياء.  غير ذلك البشر كلهم لهم أدوار قياديةتصغر وتكبر بحسب الإستعدادات.

# ماهي المواضيع القيادية إذا كانت أستاذة؟
والله المواضيه القيادية كثيرة .ممكن أن تنشر الثقة بالنفس  عند الطالبات , يمكن أن تنشر حب التعلم, يمكن أن تنشر الصدق والإخلاص و الأمانة تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة جداً. المعلمة تتمتع بفرصة هائلة للقيام بأدوار قيادية كثيرة جداً.

# كيف يقيم القائد نفسه؟
يقيم القائد نفسه بإستمرار بأنه يسأل نفسه هل وصل لهدف؟ هل وصل للهدف الذي حملت الناس حليه؟ الرؤية التي رسمتها لناس هل وصلت لها؟ هل أنا قريب منها؟ إذا بقدر ما أقترب منها في إطار الزمن الذي أنا حددته فهذا يعني أني قائد ناجح. بقدر ما أني ماحملت الناس إلى رؤية محددة أو ماحملت نفسي ومن يشتركون معي في همّ إلى  الرؤية فهذا يعني أنني فاشل, حتى لو كان كل الناس يؤيدوني, وكل الناس يحترموني لو كل الناس يشكروني  ..ما القيمة طالما ماقدرت أخذ الناس إلى نتيجة محددة؟     

# هل يمكن ممارسة الوعي القيادي باكتسابه نظرياً أم بصقل المهارات القيادية تدريبياً؟
أحسنتي. سؤال جيد. الجواب يا أختي نعم كلاهما حقيقة . الوعي القيادي  يحتاج إلى تعلم نظري في البداية ومن ثم إكتساب خبراتي في النهاية.


# ما رأيكم في فتح مراكز لبناء القادة هل تراها مجدية؟
نعم مجدية جداً. بس فيه شرط مهم وهو أن يكون الذين يقودون هذه المراكز قادة حقيقين وليس موظفين. إذا كانوا قادة حقيقين سوف يستطيعون ذاك. وإذا كان لهم أهداف ساميه فإنهم سوف ينجحون بكل تأكيد.


# هل كل شخص مؤهل ليكون قائداً؟وكيف؟
نعم بكل تأكيد.  وكيف؟ ببساطة عندما عندي همّ لا أستطيع أن أتعايش معه وأعرف أن أخرين يعيشون معي نفس هذا الهمّ وعندي مجموعة قدرات ففي هذه الحالة أستطيع أن أمارس دوري القيادي لمدة قصيرة أو طويلة. مثال القائد الذي حمل اللواء في معركة مؤته بعدما أستشهد الصحابة رضوان الله عليهم الثلاثة قادة المعركة, عبد الله بن الرواحة وجعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة إذا لم أخطئ. عندما أستشهدوا الناس عندهم مصيبة مشتركة , همّ مشترك فالأن الواحد يعرف أنه يستطيع أن يمتلك الجرأة لحمل الراية. ويعرف أنه الجرأة لكي ينادي خالد بن الوليد هذي الشعور كان يعرفها. فراح حمل الراية ونادى خالد بن الوليد ..أنتهى دورة القيادي بكل نجاح. بالتالي هذا دور قيادي قصير وفيه أدوار قياديه أكبر وأكبر بناءا على الإستعدادات والقدرات.


# كيف أعد أبنائي لكي يكونوا قادة ؟
سؤال جيد يا أختي. الجواب بأن أبدأ أحلم أنا وإياهم في مستقبل عظيم يتناسب مع الإستعدادات . أساعدهم على أن يحلموا.فإذا بدأوا يحلموا في مشاريعهم القيادية نبدأ نساعدهم كي يصلوا إليها. نبدأ في مشاريع بسيطة ثم نكبرها ونكبرها وهكذا. 

# طارق السويدان نعم أسم مشرف في هذا الموضوع بكل تأكيد لأنه من الناس الذين لهم دور قيادي في رفع الوعي القيادي في الأمة. ورفع الوعي التدريب في الأمة , ورفع الوعي بثقافة الأمة فأحسن الله إلية.


# ليست كلمة قائد هي مطلقة فالمعلم مثلاً ممكن أن يكون قائد صحيحح بعلمي و لكن ليس قائدا في مجال أخر .
أحسنت . نعم مايوجد قائد في كل شئ. مافيه قائد لكل شئ في هذا الزمن. فيه قائد في جانب معين وهكذا كل واحد يأخذ له جزء يقود به, ربما يكون هنالك شخص وظيفته قيادة الناس واحد ثاني وظيفته قيادة الأعمال وهكذا.


# ماهي الوظائف القيادية إذا كانت أستاذه؟
كثيرة يا أختي ربما أستاذة جامعية كثيرة الناس في مرحلة الجامعة يبحثون عن دور في الحياة بالتالي أنتي عندما تساعدين لمعرفة دورهم في الحياة أنت تفعلين شئ كبير.الناس في مرحلة الجامعة يبحثون عن شكل نهائي لشخصياتهم, شكل نهائي لأدوارهم بالتالي أنتي تستطيعين أن تساعديهم على ذلك.  يمكن إذا كنتي مأهلة ولكن إذا كنتي غير مؤهلة تستطيعين أن تكوني في جانب تأهيلي المعرفي العلمي التقني الفني الخبرات عموما حتى لو كنتي أماً. أو كنت أياً أنت تستطيع أن تحتوي أولئك الذين يحتااجون هذا اللذي تملكه. وبالتالي تمارس له دور قيادي في الجانب الذي تستطيع فيه.


# التسمح والعقاب ايهما يرى القائد نفسه فيهما؟
التسامح لا فيه أنه صفة قيادية , والعقاب هو حالة إضطراريةولا أعتقد أن هنالك قائد قد يعيش فكرة العقاب. إنما يعيش ضرورة فكرة التسامح ومن ثم يستطيع أن يمارس هذا العقاب أحياناً ولكنه لا يعيش هذه الفكرة.

# هل على القائد أن يكون قدوة جيدة؟
أعتقد أنكم تعرفون الجواب.

# ماهو الهمّ الذي تحملة معنا؟
إذا كان السؤال موجها لي. فأنا همي أن أرفع الوعي القيادي لأمتي. وإن كان هذا الهم يعلوا وينخفض بحسب درجة صدقي  وإخلاصي أسأل الله أن يمن عليّ الصدق والإخلاص علينا جميعاً حتى أستطيع أن أحمل إلى وعي قيادي في هذة الأمة.




# كيف أعرف ما اذا كنت أحمل صفات قيادية أولكن لا؟
 أنت تحمل بإختصار. وأنتي تحملين .


# بمعنى أخر أنا عندي صفات قيادية ولم أستفد منها؟
نعم .نعم كثيرين  يحملون صفات قيادية. كل جانب نجاح في حياتك , كل جانب مكنك الله منه ,كل نعمة أعطاك الله إياها هي سبب لأن تمارس بسببها دوراً قيادياً. كل ألم أصابك , كل حزن أصابك, كل ضيق أصابك, هو يدعوك بأن تمارس دوراً قيادياً في رفع هذا الضيق عنك وعن أشباهك ممن يعيشون هذا الضيق. أرجوا أن تكونوا قد فهمتم.


# نحن كثيراً مانسمع دور القائد يكون ..وكثيراً مانتحدث عن مشكلات الأمة تتمحور بضعف القاعدة ؟
ما أعتقد أنها تتمحور بضعف القاعدة . أنا أعتقد أن رئياً كامناً شاملاً في الوعي القيادي نحتاجه حتى يمارس كل منا دوراً قيادياً وليس قائد واحد.


# أتمنى أن تحدثنا عن دور المقودة التابع للقائد, هل تعتقد أننا نحتاج أن نتعلم كيف نكون تابعين للقائد ونثق به, وكيف نبتعد عن الجدال؟
جيد هذا كلام جيد. أنت في منطقة تكون قائد , وفي منطقة أخرى تكون مقود. وأدب القيادة ربما في هذه الحالة أدب أن تكون مقوداً :هو أن تحترم نفسك , تحترم إستعدادك, تحترم قدرتك. يعني مثلاً في مثال الصحراء مرة أخرى لو أن واحد مايعرف في الصحراء شئ وقاعد يقول لهم تعالوا يمين وشمال يوديهم للهلاك هذا مايحترم نفسه ولا يحترم الإنسانية, وهذا المثل نستطيع أن نوسعة.



# هل القيادة تعني التحكم والتسلط؟
أبداً وإن كان أغلب الذين يظنون نفسهم قادة من هذا النوع.

# كيف أرد القائد كيف أستقي معلوماتي عن النظريات الغربية أم يكفينا أن نستقيها من تاريخنا العريق؟
حقيقة أن الثقافة الإنسانية والعلم الإنساني هو إرث إنساني مشترك وهداية ربانية مشتركة للخلق. فليس العلم الغربي شرّ محض كله ولاكله خيرا محضاً. وإن كان أن الثقافة الإسلامية التي نملكهاأرشد وأهدى لأنها مستهدية ,مستضيئة بنور الله ولكنها مع الأسف مازالت مخبئة بالكتب ومازالت الوعي القيادي لدى الأمة خفت منذ أن غاب عن دور القيادة منذ قرون حقيقة طويلة. وعلى كل حال سنستفيد من هذا وذاك. حين نعتقد أن بناء الوعي الإيماني والوعي القراءني هو المفتاح إلى كل ذالك.


# أريد أن أكون قيادياً مثالياً ولكني أفشل كثيراً؟
تفشلين عندما تريدين أن تمارسي دوراً قيادياً لم تخلقي من أجله. عندما تريدين أن تقودي مثل مثلما فلانة قادت والأمر ليس كذلك.قودي حيث يسر الله لكي (عملوا فكل ميسر لما خلق له) لكن لم تجين تبين تكونين بموضع سره الله لغيرك ماتنجحي.


# ألا ترى بأن القيادة لناجحة تختلف بإختلاف المواقع؟ مثلا القائد الناجح في شركة ليس يكون قائد ناجح في..؟
أكيد . أكيد هذا الكلام.

# كيف أنشر الوعي القيادي وأغير المعاني المتداولة عنه كالتسلط مثلا في بيئة معينة؟
أشكرك على هذا السؤال الوجيه. وأتمنى أن يتاح لك الفرصة لتعلم برامج التدريب الوعي القيادي. لأن سؤالك ير والجواب عليه ليس متيسراً في كلمتين. الوعي القيادي مشروع حضاري يحتاج إلى تعلم موسع.أرجو أن تتاح لك الفرصة أن تتعليه وربما عند أحمد بعض البرامج التدريبية التي يمكن أن تدلكم على ذالك.


# كيف نتعامل مع القادة المتسلطين الذين تفرضهم الضروف والحياة؟
أحسنت. نعلم أنهم أبسط أحسنت. الجواب: رقم واحد, ينبغي أن نعرف أنهم أبسط مما نتصور ذالك أنهم أول مكشوفين وأن أدواتهم محدودة وأن وعيهم سطحي وبالتالي أنهم ماقادونا إلا لأن وعينا أقل من وعيهم. لكن عندما نزداد وعيّا وإدراكاً عنهم والوعي الذي أعنيه هو وعي معرفي ووعي يتعلق بالهداية كذلك. عندما نزداد وعيّا عنهم ف‘نهم لن يستطيعوا أن يمارسوا قيادتنا على الأقل على الأقل  يستطيعوا ان يتحكموا في دواخل قلوبنا على الأقل.


# هل ترى أن الصلاة نموذج جيد على العلاقة القائد والمؤمون أرجوا أنسلط الضوء على علاقة الإنسان في الصلاة والمؤمون في مفهوم القيادة؟
الصلاة ونور الصلاة حقيقة,  الصلاة والحج هناك عبادات كثيرة الجهاد تعلم الناس لعلاقة بين القائد والمقود بكل تأكيد. ولكن أبلغ مايحضر في ذهني  في هذه الحالة أن القيادة تفتتح وتختتم بسم الله وبذكر الله سبحانه . فالله أكبر هي طريقة قيادة المسلمين وليس أنا أكبر وليس أنت أكير إنما الله أكبر.


# كيف أكتشف مكان قيادتي في الحياة؟
أحسنت , سؤال وجيه. ابحث عن صحراءك لتي تعطش فيها  والتي تكاد أن تهلك منها هذه الصحراء هي المكان الذي فيها سوف تتنزل عليك أحلام الماء , أحلام الشرب أحلام الري وفي عالم أحلام الري ستولد رؤيتك فإذا أكتشفت رؤيتك فإنك ستعرف أين تبتدأ قيادتك . أعرف أنه جواب ليس شافياً أو ليس سطحياً ولكن أعرف أنك أو أنكي تملك عقلاً  واعياً يمكن أن يفهمني. 

# لو فرض علينا قائدة لا تعي ولا تعرف أي مهارات فماذا نعمل ؟
هذه ليست قائدة. هذا شكل من أشكال التسلط وعلى كل حال كوني أوعى كما أجبت بإختصار كوني أوعى ولا تسمحي لأحد أن يتحكم في مشاعرك. إذا تحكم الناس في أجسادنا مدير مثلاً أطلع أقعد أجلس في المكان الفلاني , درس المدة الفلانية ماشي هو يتحكم في أجسادنا لكن المهم أن لا يتحكم في قلوبنا ولا في عقولنا.


# من هو الكاتب المفضل لديك والذي يتحدث عن القيادة؟
الكاتب الذي يتحدث عن القيادة وبالنسبة لي  المفضل واللهي ماعندي كاتب محدد ولكنني حقيقة هذا الموضوع وغيرة أنا ليست من كاتبي المفضل في نواحي مختلفة والذي أسب له جّل ما أعرف بعد فهمي لكلام الله عز وجل والتأمل فيه والتدبر فيه هو وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم والتأمل فيه والتدبر فيه هو أبن القيم رحمه الله أنا شديد الوله والإعجاب بكتاباته رحمه الله ثم الذين أأخذ وأقبل وأرفض ولكن لا أنبهر بأحد غالباً أدعوك إلى أن تستفيد من موضوع القيادة بشكل عام أن تكثر يعني موضوع يمكن جمعع من مجموعة كتابات هامة لا يوجد كاتب وحيد بهذه الخاصية.


# ماهو دورنا وماهو مشروعنا الذي يجب أن نقوم به نحن؟
دورنا في نشر الوعي القيادي أن نكون نحن إبتداءاً قادة في هذا الأمر. أن نرفع وعيّنا إبتداءاً. أننزداد تعلم أن نزداد هداية (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ,(ربي زدني علماً), (عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا). كل ما أزددنا علما كل ما أزددنا هداية كل ما أزداد وعينا وأزداد أثرنا القيادي في هذه الحياة.و أفضل ما ينفع في ذالك هو تدبر كتاب الله سبحانه وتعالى أبلغ ماينفعنا في ذالك أبلغ ماينفعنا في ذالك أنكم تعرفون هذا الكلام لكنكم لا تعملونه.

طيب أيها الأخوة نحن نقترب من النهاية أسأل الله العلي الكريم أن يتقبل منا ومنكم وينفع بكم جميعاً أشكر لكم حسن إستماعكم أرجوا أن تكون هذه الإجابات المتلاحقة السريعة نافعة لذلك كلمة وعي وفهم وإدراك , ربما بعظكم شعر بالكلام ثقيل وربما شعر بغظكم أنه كلام لذيذ لست أدري لكن أشكركم وأحسن الله إليكم. شكرا لكم جميعاً وجزاكم الله خير .



أنتهى..
تفريغ \منيرة  
سامحوني على الأخطاء
أصدق دعواتي وأمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق